جرثومة المعدة مرض يتسلل بأعراض قليلة.. والسرطان عقوبة إهماله
تصنف جرثومة المعدة أو الملوية البوابية ضمن الأمراض الشائعة التي تستهدف الأشخاص، ولا يشعرون بوجودها إلا بالخضوع للاختبارات والفحوص التشخيصية، حيث إن أعراضها قليلة وتتشابه بشكل كبير مع العديد من مشكلات المعدة والجهاز الهضمي، وخاصة الحموضة التي تعد علامة أساسية ترافق الملوية البوابية.
وأكد أطباء أن جرثومة المعدة تؤدي إلى مخاطر تزعج المرضى أهمها القرحة، كما تتسبب في حدوث سلسلة من أمراض الجهاز الهضمي أبسطها آلام البطن، وأخطرها السرطان، وتتنوع أسبابها ما بين الأطعمة الملوثة، وعدم الاهتمام بالنظافة العامة أو عن طريق العدوى، داعين إلى ضرورة الفحص الدوري والمبكّر للقضاء عليها نهائياً ومنعاً لمضاعفاتها التي قد تنشأ مستقبلاً.
وسائل التشخيص
إن الكشف عن جرثومة المعدة يتم من خلال عدة وسائل، وذلك عبر اختبار التنفس الخاص بالكشف عن الجرثومة إلى جانب فحص البراز وفحص الدم، وأخيراً عن طريق أخد عينة من المعدة بالتنظير الهضمي العلوي، لافتاً إلى أنه يتم تشخيص نحو 2000 حالة من الإصابة بجرثومة المعدة سنوياً عن طريق وسائل التشخيص المختلفة.
يتم علاج هذه الجرثومة عن طريق المضادات الحيوية وخافضات حموضة المعدة لمدة أسبوعين كاملين مع تأكيد الشفاء لاحقاً عن طريق اختبار التنفس الخاص، ولابد من الإشارة إلى زيادة نسبة تعند هذه الجرثومة على العلاج التقليدي بسبب الاستخدام المفرط وغير المرشَّد للمضادات الحيوية في العالم وفي منطقتنا بشكل خاص و يجب تجنب استخدام المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية.
على الرغم من العدد الهائل للمصابين بهذه الجرثومة، فإن الأعراض لا تظهر إلا لدى نسبة صغيرة من المصابين والتي قد تكون على شكل ألم أو عدم ارتياح في أعلى البطن، وانتفاخ وإحساس بالامتلاء والشبع بعد كمية قليلة من الطعام، وإحساس بالتعب أكثر من الشكل المعتاد، وغثيان وربما قيء وخروج براز أسود اللون.
إمكانية اكتساب العدوى عن طريق أجهزة التنظير الهضمي أو المعدات والتجهيزات المتعلقة بالأسنان، إن لم يتم مراعاة شروط التنظيف والتعقيم بالشكل الموصى به.
التهابات مزمنة
جرثومة المعدة أو الملتوية البوابية الحلزونية تم اكتشافها مجهرياً منذ أكثر من 100 عام، ولكن لم يتم ربطها بالتهابات المعدة المزمنة حتى عام 1970 وبعد ذلك تأكد إمكانية إحداثها قرحات المعدة والاثني عشر مع إمكانيتها للتسبب بأورام معدية خبيثة كالورم الغدي والورم اللمفاوي.
«تعتبر الإصابة بهذه الجرثومة أشيع إنتان جرثومي مزمن عند الجنس البشري، وهناك تقديرات ترجّح إصابة أكثر من نصف تعداد الإنسانية بهذه الجرثومة»، نسبة الإصابة بها في الدول النامية أكبر من تلك في الدول المتطورة والتي غالباً ما تكتسب في مرحلة الطفولة بعمر أقل من 10 سنوات عن طريق الخضار والمياه والحليب الملوث بهذه الجرثومة، وزيادة نسبة الإصابة تتعلق بعوامل مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع الكثافة السكانية وارتفاع عدد الأولاد في المنزل الواحد وقلة المياه الجارية مع قلة العناية بالصحة الشخصية والنظافة ووسائل التعقيم، وتعتبر العدوى عن طريق أكل طعام أو شراب ملوث أو من فم لفم هي الأشيع.
مشاكل مرضية
إن جرثومة المعدة والمعروفة أيضاً بالبكتريا الحلزونية، هي بكتيريا توجد عادة في معدة الإنسان، وهي موجودة فيما يقارب من نصف سكان العالم.
الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بالبكتيريا الحلزونية لا تظهر عليهم أعراض ولا تظهر لديهم أي مشاكل مرضية، ومع ذلك فإن البكتيريا الحلزونية قادرة على التسبب في عدد من مشاكل الجهاز الهضمي، بما في ذلك القرحة.
أسباب
وحول أسباب انتشار البكتيريا الحلزونية، إنها تنتشر عن طريق استهلاك الطعام والمياه الملوثة، أو عن طريق تناول الخضار والفواكه التي لم يتم غسلها جيداً، ومن الممكن انتقالها من شخص إلى آخر من خلال الاتصال المباشر عن طريق اللعاب أو القيء أو البراز.
وأوضح أن هذه البكتيريا غالباً تصيب الأنسجة الواقية التي تبطن المعدة، وهذا يؤدي إلى إطلاق بعض الإنزيمات والسموم وتفعيل الجهاز المناعي معاً، وكل هذه العوامل قد تصيب بشكل مباشر أو غير مباشر خلايا المعدة أو الاثنى عشر، ما يؤدي إلى التهاب مزمن في جدار المعدة (التهاب المعدة) أو الاثنى عشر (التهاب الاثنى عشر)، حيث تكون المعدة والاثنى عشر أكثر عرضة للتلف الناجم عن عصارات الجهاز الهضمي، مثل حامض المعدة، وهناك بعض المصابين يعانون من مشاكل أكثر خطورة، بما في ذلك قرحة المعدة أو الاثنى عشر والتي غالباً تؤدي إلى ظهور أعراض الإصابة بالبكتيريا الحلزونية.
أعراض
وحول أعراض الإصابة بجرثومة المعدة، أشار الصوالحي إلى أنها تختلف من شخص إلى آخر، ولكن هناك أعراض شائعة، منها: ألم (عادة في الجزء العلوي من البطن)، خاصة عندما تكون المعدة فارغة، والشعور بحرقة في المعدة، والتجشؤ بكثرة، وغثيان، وفقدان الشهية، والانتفاخ، والشعور بالشبع بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.
قد تحدث أعراض أخرى نتيجة لمضاعفات قرحة المعدة الناتجة عن البكتيريا الحلزونية، وهي: تغير لون البراز إلى لون داكن يدلّ على وجود نزيف في جدار المعدة أو الاثنى عشر، والتعب والإرهاق، والإصابة بفقر الدم، وضعف وتكسّر الأظافر، إلى جانب نزول في الوزن دون أي سبب، وهو ما يحدث في المراحل المتطورة من المرض
و الأطفال يصابون أيضاً بجرثومة المعدة، لكنهم في الغالب لا يستطيعون التعبير عن شعورهم بالألم بشكل واضح، ولكن هناك عدة أعراض تشير إلى احتمال إصابتهم بالجرثومة، ومنها فقدان الشهية، وآلام البطن، والإسهال، ما يستدعي انتباه الأهل وعرض الطفل الذي تظهر عليه هذه الأعراض على الطبيب للتشخيص.
اختبارات
وحول تشخيص جرثومة المعدة، إنه يتم من خلال إجراء اختبار تشخيصي للعدوى بالبكتيريا الحلزونية إذا كان المريض يعاني من أعراض الجرثومة أو لديه قرحة في المعدة أو الاثنى عشر نشطة أو إذا كان لديه تاريخ سابق من القرحة الهضمية، أو أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي أو قلق بشأن سرطان المعدة، وهناك عدة طرق لتشخيص جرثومة المعدة.
أن الاختبارات الأكثر استخداماً هي: فحص التنفس: وفيه يعطى المريض شراب سائل خاص يحتوي على مادة اليوريا والنيتروجين والكربون المشع، وعمل فحص للزفير في كيس بلاستيكي، فإذا كان الشخص مصاباً بجرثومة المعدة تتغير مكونات الزفير.
و هناك أيضاً فحص البراز، حيث يكشف عن وجود أجسام مضادة لجرثومة المعدة والتي تدل على الإصابة بها، إلى جانب اختبارات الدم، التي يمكن أن تكشف عن وجود أجسام مضادة معينة (بروتينات) ينمّيها الجهاز المناعي في الجسم استجابة للبكتيريا، ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن دقتها قد حدَّت من استخدامها، وأيضاً من طرق التشخيص المتبعة إجراء تنظير للمعدة للتأكد من وجود مضاعفات الجرثومة.
العلاج
هناك عدة علاجات ناجحة للبكتيريا الحلزونية تؤدي إلى التعافي، وتساعد القرحة على الشفاء، ومنعها من العودة، حيث تشتمل معظم أنظمة العلاج للبكتيريا الحلزونية على إعطاء اثنين من المضادات الحيوية، بالإضافة إلى دواء يُسمى مثبط مضخة البروتون، وهذا الدواء يقلل من إنتاج حامض المعدة، والذي يسمح للأنسجة التي تضررت من العدوى بالشفاء، وبعد الانتهاء من علاج البكتيريا الحلزونية، لا بد من إعادة الفحص لضمان الشفاء التام من العدوى، ويتم ذلك عادةً باستخدام اختبار التنفس أو البراز فقط.
تقرح المعدة
عيادة الجهاز الهضمي تستقبل شهرياً بين 15- 20 حالة تشخص على أنها مصابة بجرثومة المعدة، فإذا كانت العدوى مؤثرة يتم العلاج عن طريق المضادات الحمضية، بالإضافة إلى المضادات الحيوية المخصصة لعلاج البكتيريا الحلزونية، مبيناً أن ما بين 40 – 50% من سكان العالم مصابون بالبكتيريا التي في حال عدم تلقي المصاب بها الدواء اللازم، فمن الممكن أن تؤدي إلى تقرح في المعدة يتحول إلى سرطان خبيث مستقبلاً.
أن البكتيريا الحلزوينة إذا ما تواجدت في الجهاز الهضمي يفضل القضاء عليها، يجب على المريض في حال علمه بالإصابة بها إلى عدم الهلع، والتوجه فوراً إلى الاستشارة من الأطباء ذوي الاختصاص في الجهاز الهضمي حتى يتعرف على الطريقة الصحيحة للعلاج.
أن العدوى تنتقل سريعاً عن طريق الفم وإفرازات اللعاب وعن طريق العطس، وأن من أبرز مسببات المرض تناول الأغذية الملوثة، لذلك ننصح باستخدام المحارم الورقية المطهرة في حالة العطس بالنسبة للمصابين حتى نتجنب انتقال المرض إلى شخص آخر سليم، لافتاً إلى أن الإصابة بجرثومة المعدة إذا استمرت لأكثر من 15 عاماً دون علاج، فمن الممكن أن تتحول إلى أورام خبيثة، أما إذا كان المريض المصاب بها بصحة جيدة فمن الممكن ألا يحدث ذلك.
(pylori) كانت تصنف على أنها من الأنواع المتعايشة مع الإنسان، ولكن بعض الأبحاث العلمية والتي تابعت بعض الحالات اكتشفت أن هناك ربطاً بين مجموعة من الأمراض وتلك البكتيريا، أن أعراض مرض البكتيريا الحلزونية عديدة، منها التهابات المعدة مثل قرحة المعدة التي قد تتطور إلى أورام غير حميدة، والتهاب الأوعية الدموية والعين، إضافة إلى التهاب البنكرياس الذي يؤدي إلى خلل في مستوى السكر بالدم وبالتالي مرض السكري، إضافة إلى التهابات الجلد، كما أنه في حال اكتشاف عدوى البكتيريا الحلزونية يجب اتباع تعليمات الطبيب الدوائية للقضاء عليها.
النظافة الشخصية
جرثومة المعدة عبارة عن اضطراب صحي ينتج عن تواجد نوع معين من البكتيريا في المعدة، التي تسبب بدورها التهاباً يصيب البطانة الداخلية للمعدة تحديداً، ولم يتم تحديد الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى الإصابة بها، إلا أن الأطباء اتفقوا على أن تناول الطعام وكذلك المياه الملوثة يؤدي إلى انتقال البكتيريا المسببة للجرثومة إلى المعدة وكذلك الأمعاء.
و السكن في مناطق ملوثة وتكون فيها شبكات الصرف الصحي مكشوفة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بها، إضافةً إلى أسباب تتعلق بعادات سيئة كالعطس دون تغطية الفم والأنف ونقل الدم من شخص مُصاب بها، وهناك حالات إصابة تتعلق بعدم مراعاة قواعد النظافة الشخصية عند تناول الطعام من حيث غسل اليدين أو حتى بعد الخروج من الحمام.