جديد ومفيد

تاثير افلام الرعب على الصحة

تأثير أفلام الرعب على الجسم

قام البروفيسور جلين سابركس (Glenn Saprks)، المتخصص في مجال التواصل في جامعة بوردو في لاتفيا (Purdue University)، بعمل دراسة تناولت تأثير أفلام الرعب على جسم الإنسان. وخلص البروفيسور جلين إلى أن مشاهدة أفلام الرعب تحدث التالي في جسم الإنسان:

ارتفاع في عدد دقات القلب.

تعرق في راحة اليد.

انخفاض درجة حرارة الجسم بضع درجات.

انقباض في العضلات.

ارتفاع في ضغط الدم.

قشعريرة ووقوف شعر الجسم (Goosebumps).

وبالتالي، نستخلص من هذا كله أن لأفلام الرعب تأثيراً لا يمكن إنكاره على الجسم، فهل هذا جيد أم سيء لصحتك؟ اختلفت الكثير من الدراسات على الموضوع، فبينما صرح بعضها وأثبت أن مشاهدة أفلام الرعب (اقرأ: نصائح وطرق للتحكم والسيطرة على حالات السلس البولي) مفيدة للصحة، إلا أن بعضها الاخر جاء ليقول عكس ذلك. فلنتعرف سوياً على فوائد وأضرار مشاهدة أفلام الرعب.

فوائد مشاهدة أفلام الرعب

حرق المزيد من السعرات الحرارية

أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة ويستمينيستر في بريطانيا (The University of Westminster)، أن تدفق الأدرينالين في الجسم أثناء مشاهدة فيلم رعب مدته 90 دقيقة من الممكن أن يحرق ما يعادل 113 سعراً حرارياً، وهو عدد السعرات ذاته الذي يتم حرقه في 30 دقيقة من الجري. وكلما كان الفيلم الذي تشاهده أكثر رعباً، كلما ازداد عدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها. وفي ذات الدراسة، تمت مراقبة هواء الغرفة (اقرأ: أماكن تواجد الجراثيم في المنزل) التي يشاهد فيها مجموعة من الأشخاص فيلم رعب، لتظهر النتيجة أن كميات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون التي تلفظها أجسام المشاهدين تدل على زيادة نبض القلب، ما يؤدي بدوره إلى زيادة إفراز الأدرينالين، وبالتالي تسريع وتيرة عمليات الأيض وحرق الدهون في الجسم. لذا، يمكننا القول أن مشاهدة أفلام الرعب قد تساعدك على خسارة الوزن الزائد.

التنفيس عن العواطف والتقليل من التوتر

تبعاً للبروفيسور مارك غريفيث (Mark D. Griffiths)، أخصائي الإدمان السلوكي في جامعة نوتنغهام ترينت في بريطانيا (Nottingham Trent University)، فإن مشاهدة الشخص لفيلم الرعب يمثل منفساً لما يشعر به من عواطف مكبوتة وتوتر وإحباط، كما أن المشاعر التي تثيرها أفلام الرعب في داخل الشخص تختلف عن أي شعور اخر يمكن أن يتعرض له خلال يومه العادي فتحدث تغييراً إيجابياً في نفسيته.

تعزيز جهاز المناعة وتقويته

من كان ليظن أن مشاهدة أفلام الرعب قد يكون لها تأثير إيجابي على جهاز المناعة (اقرأ: أساسيات استخدام الأدوية مع الأطفال)! يبدو أن هذا الأمر فيه شيء من الحقيقة؛ هذا ما أظهرته بعض الدراسات. ففي دراسة قام بإجرائها باحثون في جامعة كوفينتري في بريطانيا (Coventry University)، قاموا خلالها بأخذ عينات دم من مجموعة من الأفراد قبل وأثناء وبعد الانتهاء من مشاهدة فيلم الرعب، وجد أن عدد كريات الدم البيضاء قد ازداد بشكل ملحوظ. وتزداد نسبة كريات  الدم البيضاء في الدم كرد فعل عند حدوث التهاب أو عدوى. كما أن زيادة إفراز الأدرينالين الحاصلة تؤثر كذلك وتزيد من نسبة كريات الدم البيضاء وذلك لأن الأدرينالين يؤثر بطبيعة الحال على جهاز المناعة.

تحسين صحة الدماغ

إن مشاهدة أفلام الرعب حفز الدماغ لإطلاق مواد كيميائية تعمل كنواقل عصبية، مثل: الدوبامين (Dopamine)، السيروتينين (Serotonin)، الجلوتاميت (Glutamate). ويؤدي هذا إلى إفراز الأدرينالين الذي يشابه في تأثيره الأدوية المخدرة، ما يفيد الصحة العقلية ويحسن نفسية الفرد نظراً لما يبعثه في الشخص من شعور بالاسترخاء الناتج عن انخفاض مستويات القلق والتوتر.

تحسين الحياة العاطفية

تؤكد بعض الدراسات الحديثة أن أفلام الرعب قد تأتي بعائد إيجابي على علاقاتك العاطفية (بالصور: أسئلة قد تدور في ذهن الفتيات عن الجنس)، بل إنها قد تجعل الرجل أكثر جاذبية لشريكته. ففي دراسة قام بإجرائها باحثون في جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية (Indiana University) تم فيها جمع 36 زوجاً من الطلاب، يتكون كل منهم من طالب وطالبة لا تجمعهم أية علاقة عاطفية، جنباً إلى جنب في قاعة لمشاهدة فيلم رعب، وجد أن الطلاب الذين رافقتهم طالبة لم تشعر بالتوتر أثناء مشاهدة الفيلم تمكنوا من الاستمتاع بتجربة المشاهدة أكثر من أولئك الذين جلسوا إلى جانب فتاة تشعر بالخوف والتوتر. بينما جاءت النتائج عكسية عند الفتيات، إذ وجد أن الفتاة التي جلست إلى جانب شاب شعر بالخوف والتوتر أثناء المشاهدة، استمتعت بتجربة الفيلم أكثر من الفتيات اللاتي جلسن إلى جانب شبان لم يشعروا بأي نوع من الخوف والتوتر.

أضرار مشاهدة أفلام الرعب

زيادة احتمال تكون الخثرات الدموية

في بحث تم إجراؤه في جامعة ليدن عام 2015 (The University of Leiden)، وجد أن مشاهدة أفلام الرعب قد تزيد من فرص تكون الخثرات الدموية. وخلال هذا البحث، أخذت عينات دم من 24 شخصاً قبل وبعد مشاهدة فيلم الرعب، وأظهرت الفحوصات زيادة إفراز البروتين الذي يسبب تكون الخثرات الدموية المدعو بالعامل الثامن (Factor VIII). وقد أشار البحث إلى أن تصرف الجسم بهذه الطريقة نابع من ظنه أن الجسم على وشك فقدان كميات كبيرة من الدم نتيجة تعرضه لموقف خطر وتهديد، وهو بالطبع الشعور الذي يراود الكثير من الأشخاص أثناء مشاهدة فيلم الرعب.

ظهور وتفاقم مشاكل القلب عند البعض

قد تتسبب مشاهدة فيلم الرعب لأشخاص لديهم تاريخ طبي حافل بمشاكل القلب، بحدوث جلطات يمكن أن تكون قاتلة. فالخوف وحده قد يتسبب للبعض بالجلطة، كما أن التوتر الذي يشعر به الفرد أثناء المشاهدة يؤدي إلى زيادة إفراز الأدرينالين الذي يقوم بدوره بتضييق الأوعية الدموية بعض الشيء فيضطر القلب للعمل بإيقاع أسرع وأكثر قوة من أجل ضخ الدم. لذا، إذا كان الشخص من الأصل لديه مشاكل في الأوعية الدموية والقلب، قد يكون هذا أمراً غير محمود العواقب.

في المرة القادمة التي تشاهد فيها فيلم الرعب الذي يتحدث عنه الجميع، لا تنسى أن مشاهدته سوف تؤثر عليك، سلباً أو إيجاباً تبعاً لحالتك، وأنها لن تمر مرور الكرام كما كنت تظن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى