تعرف على المراة التي عملت كبديلة للملكة ايلزابيث طوال 30 عام
تلتزم ملكة بريطانيا (إليزابيث الثانية) كل عام بعدد هائل من الاحتفالات والمناسبات الملكيّة، والتي يحتاج كلٌّ منها إلى تنسيق كبير وإلى إعداد حتى أدقّ وأصغر التفاصيل، ولذلك يتم إجراء العديد من التدريبات قبل الحدث نفسه، وهو أمر يتطلب الكثير من الوقت، وبالطبع فإن الملكة لا تستطيع التواجد في كل هذه التدريبات ومن هنا أتت الحاجة إلى إيجاد بديل عنها يستطيع أن يحل مكانها في التدريبات والاحتفالات التجريبيّة، وهكذا فقد قامت (إيلا سلاك) طوال العقود الماضيّة بالعمل كبديلة عن ملكة بريطانيا.
كيف بدأت (إيلا سلاك) عملها كبديلة عن الملكة؟
في إحدى المرات حينما كانت (سلاك) تعمل كمديرة لقسم الأحداث الرياضيّة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)؛ أتى المنتج المسؤول عن تغطية يوم «أحد التذكر» Remembrance Sunday —وهو اليوم الذي يتم فيه الاحتفال بمساهمات وتضحيات العسكريين والمدنيين البريطانيين من الرجال والنساء في الحربين العالميتين والنزاعات والحروب اللاحقة— والذي يجري حول النصب التذكاري The Cenotaph، وأخبر (سلاك) أن الملكة قد اتصلت لتخبره أنها حينما كانت تقف في الموقع المحدد لها فإن الشمس كانت تزعجها، وأنها قد طلبت منه أن يفعل شيئاً حيال ذلك. لكنه لم يستطع إيجاد أحد بنفس طول الملكة لكي يساعده في تحديد موقع مناسب، ثم طلب المساعدة من (سلاك)، وبالفعل قامت بالوقوف في ذلك المكان للتأكد من إيجاد موضع مناسب للملكة ولعدسات الكاميرات في آن معاً.
لم تكن تعلم (سلاك) حينما بدأت مسيرتها المهنية في قناة (البي بي سي) أنها ستمر بتحول مهني يجعلها تعمل كبديلة عن الملكة نفسها! فمن خلال عملها في القناة وبعد تلك الحادثة، وجدت نفسها في كثير من الأحيان تحت الطلب لكي تحل مكان الملكة في التدريبات التي كانت تقام قبل الإحتفالات الملكيّة الضخمة، إذ يحرص معدّوا البرامج على التأكد من عدم وجود أي خطأ أثناء نقلهم للأحداث التي تضم الملكة، وقد كان الطلب كبيراً على (سلاك) نتيجة بنيتها البدنية فقد كانت بنفس طول وحجم الملكة إليزابيث.
ما هي الأمور التي تقوم بها (سلاك) فعليّاً؟
تقوم (سلاك) بمحاكاة كل ما ستقوم به الملكة خلال الاحتفالات والمراسم للتأكد من سير كل شيء على ما يرام، فتسير في الموكب وتجلس على العرش —في الحقيقة هي تتظاهر بالجلوس فوقه دون أن تلمسه فعلياً لأن الجلوس عليه ممنوع! كما أن دورها يسمح للمصورين بتجهيز موضع كاميراتهم، وأخذ الزوايا المناسبة للتصوير، وضبط المعدات كي لاتتعرقل الأمور أو تأخذ وقتاً طويلاً بالنسبة للعائلة الملكيّة.
تتشابه (سلاك) مع الملكة في البنية وحسب.
تشرح (سلاك) في أحد الفيديوهات عن ماهية البديل وتصف الأمر بإنه لا يقتضي إيجاد شخصٍ يتطابق تماماً في الملامح مع الشخص الأساسي، فالأمر يتعلق فقط بالبنية، لكنها بالرغم من ذلك تحاول في جلسات التصوير ارتداء ملابس مشابهة لتلك التي ترتديها الملكة.
بفضل عملها هذا تتمتع (سلاك) باختبار بعض الأشياء التي تختبرها الملكة، فقد حدث أن جلست في عربة ملكيّة، واعتلت منصّة كانت ستظهر عليها الملكة في وقتٍ لاحق. لكن (سلاك) تتحدث ايضاً عن وجود العديد من القواعد الصارمة للأشياء التي ينبغي أن لا تفعلها.
سلاك تقف بدلاً عن الملكة في قاعة ألبرت الملكيّة.
وتضيف (سلاك) أنه وبالرغم من الحماس الذي تشعر بها حينما تؤدي دور البديلة، فإن هذه الشعور يرافقه دوماً إحساس بالرهبة والقلق.
على الرغم من قيامها بهذا العمل طوال الثلاثين عاماً المنصرمين فإن هذا ليس بعمل (سلاك) الدائم، كما أنها لم تتقاضى في يومٍ من الأيام أجراً جراء خدماتها هذه، بل إنها قد وصفت الأمر بأنه ”متعة وشرف“. يبدو جليّاً أن (سلاك) من محبي الملكة، حيث صرّحت في إحدى المرات بأن ”الملكة تقوم بالتدرب على كل ما ستقوم به مسبقاً لأن كل تصرفتها محسوبة وتتطلب دقِةً في التوقيت“، وتضيف: ”لم ترتكب الملكة أي خطأ من قبل، إنها بحقّ امرأة رائعة“. خلال عملها هذا قابلت (سلاك) بعضاً من أفراد العائلة الحاكمة ومنهم الأميرة الملكيّة (آن).
الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا.
بما أن الملكة هي صاحبة أطول فترة حكم في العالم، فبإمكاننا القول أن (سلاك) هي صاحبة أطول فترة عمل أحدهم فيها بديلاً عن حاكم. في نهاية الأمر، تقول (سلاك) أن الفرق بينها هي والملكة (إليزابيث) أن الأخيرة تعيش في قصر (بايكنغهام) بينما تعيش هي في الديوان الملكي على كورنيش (كوينز).